يعتبر مشروع مزرعة عمودية نموذج حديث ومبتكر للزراعة، يهدف إلى تحقيق إنتاجية عالية واستغلال فعال للمساحات الصغيرة والمحدودة في المناطق الحضرية. وتعتمد الزراعة العمودية على ترتيب النباتات عموديًا بدلاً من توزيعها أفقيًا على سطح الأرض وذلك باستخدام هياكل مثل الأبراج أو الأعمدة.
وتتميز الزراعة العمودية بعدة مميزات، من أهمها: زيادة الإنتاجية، وتوفير المساحات، والقدرة على التحكم في البيئة المحيطة بالنبات، وضبط درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة وتوزيع المغذيات بدقة فضلاً عن تقليل الموارد المائية، وتخفيض الحاجة إلى استخدام المبيدات الحشرية.
في عام 2022م، وصلت قيمة السوق العالمي للزراعة العمودية إلى 5.6 مليار دولار أمريكي، ومع نهاية عام 2023م من المتوقع أن تصل قيمة السوق إلى 6.8 مليار دولار أمريكي. ومع مجيء عام 2032م، تشير تقديراتنا إلى أن حجم السوق سيصل إلى 35.3 مليار دولار أمريكي.
ستنمو قيمة سوق الزراعة العمودية على مستوى العالم بمتوسط سنوي يصل إلى 20.3% خلال الفترة ما بين (2022م_ 2023م) ولعل ذلك يكون فرصة جيدة لمواجهة نقص الغذاء والانفجار السكاني.
هناك عدة أسباب تجعل الاستثمار في مشروع مزرعة عمودية بالسعودية مغريًا، منها: توجه المملكة لترشيد استخدام المياه واستدامة الموارد الطبيعية، ودعم الإنتاج المحلي الزراعي، وتوطين التقنيات الزراعية الجديدة، وتعزيز الأمن الغذائي وذلك تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية للزراعة ورؤية 2030م.
جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية استوردت في عام 2021م من الفواكه والثمار الصالحة للأكل بنحو 1.7 مليار دولار أمريكي (وهو رقم كبير جدًا يمكننا خفضه وتقليله عن طريق المشروعات التي تتبنى الاستدامة وتتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للبيئة كالمشروع الذي بين أيدينا: مشروع مزرعة عمودية بالسعودية).
